أقصد بالهندسة العكسية للتخريب:
هي عملية تفكيك للأساليب التي تم بها التخريب، من خلال تحليل كل مرحلة من مراحل المستخدمة والطريقة التي تم بها؛ بهدف عكس إتجاه عوامل التخريب إلى إصلاح وبناء.
والتخريب لا يتم إلى من خلال العدو؛ فعاليك معرفة العدو وأعوانه والخطوات التي يقوم بها؟
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]
تدبر الآية ولا تنسى إن عدوك مع الشيطان أزلية من وقت أبوك آدم عليه السلام وهو وحزبه متربصين بيك وكل هامهم كيف يوقع بك معهم في السَّعِيرِ.
في هذا الفيديو يشرح يوري بيزمينوف Yuri Bezmenov كيف يتم تخريب مجتمع أو أمة بالكامل بدون إطلاق رصاصة واحدة.
التخريب:
هي كلمة السر لإنهيار المجتمعات، تخريب أي شيء لهُ قيمة لدى مجتمع دِولة العدو -يقصد نحن- مثل:
تخريب العقل، إفساد الضمائر، إضاعة الوقت، إهدار معنى وقيمة الدين وأهمية التمسك به، زعزعة المبادئ والأخلاقيات الموروث.
وهذا وغيره يجعل عدوك في حالة عدم أتزان فكري ونفسي بل يصل الأمر إلى أنه لا يراك عدواً من الأساس.
تصبح أنت -يتكلم عن نفسة؛ حزب الشيطان- ونظام دولتك البديل لهُ عن حراته وعقائدة ومبادئه؛ وهنا يسهل عليك أسر أمة بأكملها وإسقاط عدوك -نحن- دون إطلاق رصاصة واحدة!.
وهذا ما حصل ويحصل حتى الأن
مراحل الزمنية الأربعة للتخريب:
1. تدمير الأخلاق Demoralization
2. زعزعة الاستقرار Destabilization
3. الأزمة Crisis
4. التطبيع Normalization
المرحلة أولى
1. تدمير الأخلاق Demoralization:
هذهِ المرحلة تستغرق ما بين 15 إلى 20 سنة، ولماذا كل هذهِ المدة؟
لأن هذهِ الفترة تكون كافية لتعليم جيل واحد.
- أولا: تخريب مجال الفكري الذي يشمل على 《الدين، التعليم، الإعلام، الثقافة》فالأفكار هي التي تؤدي إلى التغييرات الضخمة في مسار التاريخ، ومن أهم أهداف هذا المستوى هو التركيز على الدعائم التي ترتكز عليها الدولة المستهدفة كالدين والتعليم والإعلام والثقافة.
أ- المخرب يفكك الدعامة الدينية التي توفر الثوابت الأخلاقية، فلكي تدمر الدين فعليك بزرع كوادر هزلية، واستبدال المنظمات الدينية المقبولة والمحترمة بمنظمات وهمية، لكي يتم صرف الناس عن الإيمان الحقيقي.
ب- يهدف المخرب في التعليم نشر الجهل في الدولة المستهدفة مع إعلام أفكاره وتمجيدها، بحيث تخرج أجيال من الطلبة الناقمين على دولهم عاشقين للافكار التخريب والمخرب.
ت-
الإعلام إحتكار وفرض وجهة نظر واحدة، والتشهير بالكوادر الوطنية والتركيز على المشاكل
التافهة وغض البصر عن المشاكل الرئيسية.
ث- الثقافة (المغفلون المفيدون)
يحاول المخرب استمالة الكُتاب والشعراء والفنانين (المغمورين: لا ذكر لهُ) في الدولة المستهدفة ويدعمهم ويدعم أفكارهم المناهضة (لدولة (المخرب العدو- يقصد نحن-)) حتى يكبروا وتنتشر أفكارهم بين الناس وخاصة الأجيال الناشئة.
- ثانياً: تخريب المجال البنيوي.
وتشمل على (القانون والنظام، العلاقات الإجتماعية، الأمن، السياسات الداخلية، العلاقات الاجنبية الاقتصادية)
وفيها يستهدف (المخرب العدو) إسقاط وضرب الأعمدة والهياكل الرئيسية للدولة المستهدفة كالهياكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأهم هذهِ الهياكل هي مؤسسات القضاء والشرطة والجيش، فعلى المخرب أن يركز على كل ما يثير استياء العامة تجاه هذهِ المؤسسات ويدفعهم إلى الهجوم عليها مما يقلل من فاعلية هذهِ المؤسسات في أداء مهامها وهذا بالتالي يزيد من الاحتقان، أيضا العمل على خلق خلافات دولة، انعزال عن دول صديقة بسبب أزمات اقتصادية مفتعلة.
- ثالثا: تخريب الحياة وتشمل على (الحياة الأسرية والاجتماعية، الصحة، العرق، السكان، العمل)
هذا المستوى الثالث والأخير في خطة المخرب لتدمير الأخلاق ولنذع الروح المعنوية على مستوى الحياة؛ ويبدأ هذا المستوى بتخريب الحياة الأسرية فجعل الأسرة المفككة هي النموذج العام، حيث يقلل من ولاء الابن أو الابنة لهذهِ الأسرة، مما يمهد لتقليل ولائهم تجاة دولتهم كخطوة تالية، جانب آخر لهذا المستوى وهو جانب الحياة الرياضية
فتشيج الرياضة أن تصبح أحترافية بالمقام الأول يدفع المجموع إلى الاكتفاء بمتابعتها على الشاشات اثناء تناول الأطعمة غير الصحية، وهذا يقودنا بالتالي إلى أهمية تشجيع إنتاج الأطعمة السريعة الاستهلاكية التي تفسد صحة المواطنين وتصيبهم بالبلادة الجسدية والعقلية.
مع بضعة من الجوانب الأخرى وهي:
العمل على إثارة الفتن بين الأقليات في الدولة المستهدفة، والحث على زيادة التمدن،....
وأخيرا العبث في النقابات العمالة والتشجيع على التظاهرات التي لا تطالب بالضرورة بطلبات مشروعة، بل تكون أشبة بمحاولات الابتزاز خاصة إذا تمت في أوقات تكون الدولة فيها في أمس الحاجة إلى خدمة هؤلاء العمال.
المرحلة الثانية
2. زعزعة الاستقرار Destabilization
هذه الخطوة قد تأخذ بين عامين وخمسة أعوام
وأولى علامات زعزعة الاستقرار هي:
صراعات القوة التي يلجأ فيها العامة منزوعو الروح والمعنوية إلى الخيارات الأسهل، مثل اختيار السياسين ذوي الشخصيات الكاريزمية والذين يتعهدون بتحقيق الاستقرار وبتقديم الحلول السريعة السهلة لمشاكل الدولة، وهذهِ الحلول التي دائما ما تفشل وتؤدي إلى مشاكل أكبر وأكثر.
وكنتيجة طبيعة لزعزعة الاستقرار تلجأ الدولة إلى السيطرة على المواد الاقتصادية بحجية حماية مصالح الدولة، مما يؤدي إلى المزيد من القوة التي تحتكرها الدولة ومزيد من احتقان المواطنين تجاهها، حيث تكون الصراعات الداخلية نتيجة طبيعية تؤدي إلى عزلة الدولة المستهدفة عن باقي دولها الصديقة، وهنا تأتي دولة (المخرب: العدو) لتقدم يد العون الوحيدة إلى الضحية وبهذا تضعها فعليا تحت سيطرتها، وقتها تصبح الدولة المستهدفة مهلهلة وهشة.
المرحلة الثالثة
3. الأزمة Crisis
لن تستغرق أكثر من شهرين إلى ستة أشهر لحدوثها، وفي هذه المرحلة يتم تنشيط جميع الخلايا النائمة للمخرب في الدولة المستهدفة لا ستغلال ارتباك الجماهير وخوفهم والسيطرة على الأمور سريعا.
يورد أحمد المقدم في مقلة عن الكتاب قائلا عن الأزمة: أنه في الغالب سوف يأتي هؤلاء إلى مراكز القوى عن طريق الانتخاب وسيتبع ذلك إعلان حالة الطوارئ بحجة السيطرة على الأمور والتي لن تجد أي مقاومة من الجموع المرتعدة، بل في الغالب سوف تكون مرحبة من قبل تلك الجموع.
عند بلوغ هذهِ المرحلة لن يحتاج المخرب إلى أي تدخل عسكري في الدولة المستهدفة، فقد خضعت له هذهِ الدولة بالفعل بأن أصبح عناصره هم المالكين لقوت يوم مواطنيها، ويستطيع كذلك إجراء التغبيرات الجذرية مثل تأميم الممتلكات وإعادة توزيع الثروة كيفما يحلو لهُ مسلحًا بالجهاز الإعلامي الذي يبرر لهُ كل ما يفعلة.
الخطوة الرابعة وهي الأخيرة
4. التطبيع Normalization
وهيا التي نحن فيها الأن
تطبيع المواطنين في الدولة المستهدفة على الأوضاع الجديدة وهذا يتم بالقوة إذا لزم الأمر، فرغم أن معظم المواطنين لن يقاوموا التغيير إلا أنه لابد من ظهور بعض خلايا المقاومة هنا وهناك التي لن ترضى بهذا التغييرات التعسفية، ولكن هذة المحاولات يمكن ويسهل (وأدها: عن طريق قوة الشرطة والجيش وسوف يصبح من الطبيعي مشاهدة الجنود يجولون في جميع الأنحاء لألقاء القبض على من يحلو لهم)، وبهذا تتم عملية التخريب (الأيديولوجي: لم الأفكار) بنجاح منقطع النظير، ولن يُسمح بالطبع بأي نقد لنظام (الدولة الجديد) وسوف يخضع جهاز الإعلام إلى رقابة شديدة على ما يقدمة.
تنبيه: نحن لسنا أعداء لأحد بالنحن أمة الهدى ورحمة للعالمين.
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]
الواجب علينا فعلوه الأن بعد فهمنا لكيف تم التخريب هو بناء مشاريع إصلاح وبناء مجتمع صالح مُصلح؛ وهذهِ المشاريع تجده في ملف (
النهضة المعاصرة) أرجو أن يكون مفيد لمن يبحث عن وضع أثر.
مصدر المقالة هذا
الملف بهِ النقاط المذكور في الفيديو، ويمكن تحميل الملف من هذا
الرابط
0 تعليقات
أتقِ اللهِ فيما تقول!.